حمامتي معذبة، وبوح في حضرتي..

حـمـامـتـي مـعـذبـة، وبـوح فـي حـضـرتـي..
.................................................. ..............


يا من تتغنون بالحب في صباحات العمر

ومساءاته..

ويا من تصنعون من خيوط الكلم

بساتين من ورد

وعوالم فاخرة العشق

من نسمة تداعب لحظة عذبة..

ثم

تثورون..

تنتفضون..

وتحرقون العالم كله

في لحظة هزيمة حتمية..

تفاصيلها من صنع أيديكم..

ما هو الحب عندكم؟؟

مشاعر فوق الوصف؟؟

أم مدن للاحتلال، و ميادين للقصف؟؟

آ الحب عندكم آلهة مقدسة

في زوايا العمر تعبد؟؟

أم وطأ بعد طريق معبد..؟؟

آ الحب عندكم رقية ضد الحمى..؟؟

أم علكة في لحظة نقمةٍ؛ القذارةُُ تسمى..؟؟

يا من تتحرشون بالقمر تريدون وطأه

رغم أنف التاريخ..

وتبتزون زخما من الذاكرة نظير شهوة عفنة..

ما بال قوم يرفعون شعار تأميم قلب..

يصرخ بقوة أني لست لك..؟؟

ويرفعون رغم ذاك سياط الحرف

بنرجسية بلهاء..

بأحرف عرجاء..

بمداخلات جوفاء..

أن كوني لي أو فلتدفني في كفن ذاكرتي..

..

سألت حمامتي المتعبة لما زارتني آخر المساءات

ما بالك تذبلين؟ ما بالك ترتجفين؟

قالت: سفهوا وطني، وقزموه

ووصفوني بالمجون..

قلت لها: ومن صنع مجدهم المزعوم

ورجولتهم التي عنها يتحدثون؟

..

قالت: قالوا عني خائنة بائعة هوى

ثم، هم لقلبي الآن يستعطفون..

قلت لها: عجب أمر الذي يلوي عنق الحرف

لجر السكين على نحرك..

ثم يأتي شاعرا أرهقته الشجون..

وبين اللحظات يرسم تفاصيل طعنة أخرى

علامة أخرى للجنون..

..

قالت: وقفوا.. قصوا بعض ريشي كي لا أتحرر..

وعند مقتهم لي؛ بمقتي أتبعثر..

قلت لها: عجب أمر الذي يبيع بأرخس الأثمان

ويأتي بعريضة مفادها ادعاء حق الامتياز..

ويستمر في السخط والابتزاز..

عجب من يشعل جذوة الخطيئة

في حق من يدعي حبه..

ثم يصنع من نزيفها حكما

وفلسفات تسفه الآخرين..

..

عجب فيمن يخطب في الناس

خطب الحب والسلام..

وفي قلبه غل وحقد للأنام..

..

قالت: هم من كأس الخيانة يشربون..

وفي لحظة سكرة يقتلون..

ثم يسبون الفارين..

وبالخيانة والكفر هم من المتهمين..

قلت لها: من أسماهم سلاطين على الذاكرة

وأئمة مفتين؟

يصفون الخيانة على مقاس الشهوة

وبين الأحرف تعريهم الحقيقة أنهم من الخائنين..

..

قالت:

في إحدى الممرات إحداهن سربت فتيل ميتة لي

كادت تحرقني لكنها لم تنل مرادها..

وهناك من أرادني في حقله قسرا..

وأراد الفتك بي في قمة وجعي سرا وجهرا..

وهناك من ادعى فضل اكتشاف

بوابة الحب السحرية في أرضي

وادعى امتلاكها..

وما هو إلا وهم مدع بائس..

في المساءات يضرب وجهه ضرب يائس..

ثم يتعنتر فوق صهوة حرف

يخطط لحرب بمنطق عانس..

..

ثم قالت: فررت إليك

فلا تكن علي..

قلت لها:

مملكتي دون فخاخ..

وجلدي لا يعرف الانسلاخ..

فعيشي حبيبتي في أرضي بسلام..

..